الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة ريما المسمار (نائبة مدير صندوق آفاق): الثقافة جزء من معارك العالم العربي وهذه نوعية الأعمال التي نعمل على دعمها

نشر في  08 جوان 2016  (11:26)

• فيلم «ماء الفضة» يطرح سؤال «ماذا يمكن للسينما أن تفعل وقت الحرب»؟

احتضنت قاعتا سينما الريو وسيني مدار تظاهرة «أسبوع أفاق السينمائي» للسينما المستقلة وذلك من 25 ماي الى غاية 3 جوان 2016. حول هذه التظاهرة الفنية، جمعنا لقاء بريما المسمار نائبة مدير صندوق آفاق داعم التظاهرة، فقدمت لنا فكرة عن الصندوق ومشاريعه والهدف من تنظيم مثل هذه اللقاءات السينمائية في العالم العربي.   

بداية لو تقدمين للقراء صندوق آفاق لدعم الأعمال الفنية؟
الصندوق العربي للثقافة والفنون «آفاق»، مؤسسة عربية مستقلة تمّ إنشاؤها سنة 2007 من قبل مجموعة من المثقفين والممولين العرب الذين كان لهم إحساس بأنّ الانتاج  الثقافي والفني بالمنطقة العربية لا يتوفر له الدّعم بالشكل الكافي إمّا لغياب التمويل الحكومي أو لتوفره مع تواجد مشاكل مثل الرقابة وغيرها.. وبالتالي استجاب الصندوق الذي يرأس مجلس أمنائه الأستاذ غسان سلامة الديبلوماسي ووزير الثقافة اللبناني السابق، للمواهب والفنانين الذين يقدمون أعمالا نقدية جيدة وهم بحاجة إلى دعم واحتضان.
وماهي المشاريع التي يدعمها الصندوق؟
الصندوق يدعم الفنانين في 8 مجالات أساسية وهي السينما والفنون الأدائية والبصرية والتصوير الفوتوغرافي، والموسيقى والأدب والبحوث والتدريبات والنشاطات الاقليمية.
ومن أين تأتي تمويلات الصندوق؟
مؤسسة آفاق تقوم على تلقي التبرعات من قبل مؤسسات وأفراد عرب وأجانب ومن بين ممولينا الأساسيين: «أوبن سوسايتي فوندايشن» و«فورد فوندايشن» و«دون فودايشن» بهولندا والصندوق الكويتي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية أما بقية المساهمات العربية فهي متأتية من أفراد، وهذه المساهمات تصب في الإطار العام لآفاق.. ونحن نتجنب أخذ التبرعات التي تفرض شروطا.
وكيف تتم طريقة الترشح للتمتع بالدعم؟
نفتح باب الترشحات مرّة في السنة من خلال الموقع الالكتروني، وهناك عدة مراحل لإنتقاء الأعمال بداية من مرحلة الاختيار الأولى من خلال لجنة قراءة تتغير كل عام، ثم هناك لجنة تحكيم تتغير هي الأخرى كل عام. إثر ذلك ترسل المشاريع الى المحكمين ثمّ تتم المداولات والنقاشات واختيار المشاريع التي ستحظى بالدعم.. مع العلم أن ميزانية الصندوق في حدود 3.5 مليون دولار في السنة يتم توزيع 2.5 مليون دولار منها على المشاريع، نتلقى سنويا نحو 1000 طلب بكل الفئات وندعم نحو  150 مشروعا..
ماهي نوعية المشاريع التي دعمتموها في تونس؟
دعمنا مؤخرا 4 أفلام تونسية عرضت خلال أسبوع آفاق السينمائي وهي «على حلة عيني» لليلى بوزيد و«نحبك هادي» لمحمد بن عطية و«يا من عاش» لهند بوجمعة و«ياسمينة وأسماء الحب الستون» للناصر خمير. في مجال الفنون الأدائية، دعمنا نوال اسكندراني، وفي مجال التصوير الفوتوغرافي دعمنا زياد بن رمضان وكذلك علاء سليم وإسماعيل اللواتي ويوسف الشابي ودرة بوشوشة في مجال السينما..
وعلى مستوى التحكيم، استقبلنا اقبال زليلة والطاهر الشيخاوي ودرة بوشوشة ورجاء عماري..
ماهي أهداف أسبوع آفاق السينمائي؟
من مهام صندوق «آفاق» المساهمة في خلق مشهد فني وثقافي حيوي وتفاعلي بالمنطقة العربية وكذلك رأب الصدع ومد جسور وقنوات التواصل بين الأعمال الفنية عموما والمتلقي... هذه المجتمعات عرفت عديد المشاكل: الحرب، التسليح، التطرف الديني، والمشروع الثقافي ليس رفاهية..
نعتبر أنّ المعركة التي تعرفها المنطقة العربية ليست معركة سياسية فقط بل هي معركة ثقافية وانه من الضروري ان يكون للفن والثقافة دورا ومساهمة في هذه المرحلة التي تتسم بالتغيير والتقلبات، وبالتالي أسبوع آفاق السينمائي يتنزل في إطار دعم الصندوق لمختلف مراحل صناعة الفيلم وآخرها مرحلة التوزيع، فعديد الأفلام العربية التي تتوج بجوائز هامة لا تصل الى الجمهور العربي وبالنظر لاكتساح الأفلام ذات الطابع الاستهلاكي القاعات، فكرنا في تنظيم أسبوع أفاق السينمائي بتونس.
لا ندعي حل أزمة التوزيع بل نحاول من خلال الأدوات التي نقدر عليها، خلق منصات تطرح السؤال وتحاول تحرير الجمهور وتستفزه لكي يكتشف مضامين ومقاربات سينمائية مختلفة. في الوقت الذي نعيش فيه أزمة انسانية كبرى، نسمع أناسا يقولون إنّ الثقافة ليست أولوية، والثقافة أكيد لا تحل محل المساعدات الإنسانية إنّما لا يجوز أن تُلغى أو تُوضع على الرّف لأنّها جزء من المعركة.
 فإذا كانت لنا رغبة في أن لا نصل إلى ما وصلت له بعض المجتمعات العربية، يجب أن تكون هناك عقول نقدية والعقول النقدية هي التي تنشأ على قبول الآخر وعلى التنوع وعلى أن تكون نقدية تجاه ذاتها ومجتمعاتها.. لا يوجد معادل لمساحة الانتاج الفني الذي يطرح اسئلة بعمق وبانفتاح ويدعو الى فتح النقاش بدون أي تصلب أو أفكار مسبقة...
الفيلم السوري «ماء الفضة» الذي عرضتموه خلال التظاهرة كان قاسيا نوعا ما في مقاربته بعرضه لمشاهد عنيفة حتى اضطر بعض المتفرجين لمغادرة  القاعة، فما رأيكم في ذلك؟
أظنّ أن الاعجاب بفيلم ما لا يعني بالضرورة تبني كل مايتضمنه، بل أن تكون لنا الحساسية تجاه التنوع فالحياة ليست بيضاء أو سوداء وليست مجالا للمطلقات، وبالتالي العمل الفني بالعموم يحمل بين طياته مساحات للاختلاف والاتفاق والاختلاف لا يعني الرفض.
«ماء الفضة» مشروع صادم وهذا خيار المخرج أسامة محمد، الذي طرح من خلال فيلمه السؤال التالي: «ماذا يمكن للسينما أن تصنع في وقت الحرب؟».
القسوة الموجودة في الفيلم عاشها السوريون وهي موجودة على اليوتيوب وشاهدها العديد منا، هو ليس اختيارا عشوائيا، فما فعله أسامة محمد هو العكس تماما لما قدمه الاعلام السائد.. تمشيه أعطى صوتا لأناس ساهموا في توثيق ما حدث في سوريا من بشاعة ومن همجية مع وجهة نظر المخرج وهو ما يستفز المتلقي الذي قد تكون وجهة نظره مختلفة.
العمل الفني ينجح عندما يتوفق في طرح أسئلة وليس في الإجابة عنها ضرورة... فالعمل الفني ليس صحنا يوميا في مطعم يكون على ذوقك الخاص، هو طرح من وجهة نظر معينة ويحاول أن يوصل رسالة من خلاله وهنا تكمن قيمة الفيلم.
هل من فكرة عن الموعد القادم لفتح الترشحات؟
حاليا باب الترشحات مفتوح لفئة السينما التي تستقبل مشاريع الوثائقي والتجريبي والروائي والقصير والطويل وذلك إلى غاية 1 أوت. أما الموعد الثاني فسيكون سنة 2017 لفائدة الأفلام الوثائقية من فيفري الى غاية 1 ماي.

حاورتها: شيراز بن مراد